مدير الاستخبارات الألمانية : الاتصالات الاستخباراتية مع نظام بشار الأسد ضرورية لـ ” تجنب وقوع ضرر في ألمانيا “
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
يعتبر برونو كال، مدير جهاز الاستخبارات الفيدرالي اﻷلماني، أن الاتصالات الاستخباراتية مع نظام الأسد ضرورية، ويؤيده في ذلك معظم الأحزاب، بمن فيها الحزب الحاكم.
وقالت صحيفة “تاغيس شبيغل“، الإثنين، إن هذا الموضوع أثار جدلاً واسعاً في ألمانيا، لكن برونو كال يتلقى دعماً كبيراً من غالبية الأحزاب، للإقدام على مثل هذه الخطوة، وفقط حزبا الخضر واليسار انتقدا ذلك.
ويتلخص موقف رئيس جهاز الاستخبارات الفيدرالي، بضرورة إجراء اتصالات مع نظام الأسد للحصول على معلومات حول مخاطر الإرهاب الإسلامي، حيث قال كال في مقابلة مع صحيفة “تاغيس شبيغل”، الأسبوع الماضي: “بالطبع نحن نحاول إجراء اتصالات مع سوريا لتجنب وقوع ضرر في ألمانيا”.
وشدد على ضرورة الحصول على معلومات عن تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وقال آرمين شوستر، عضو في حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، ورئيس هيئة الرقابة البرلمانية الاتحادية، المسؤول عن مراقبة أجهزة الاستخبارات الفيدرالية، قال يوم الاثنين: “أعتقد بأن موقف مدير الاستخبارات موقف صحيح”، وأضاف بأنه، في منطقة حساسة جغرافياً مثل الشرق الأوسط، لا تستطيع ألمانيا أن تكشف الأمور بسهولة، وشدد على أن هيئة الرقابة البرلمانية الاتحادية سوف تضمن أن يحافظ جهاز الاستخبارات الفيدرالي على “حساسيته السياسية” في التعامل مع نظام الأسد وغيره من الديكتاتوريات.
وقال بوركهارد ليشكا، رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هيئة الرقابة البرلمانية الاتحادية: “بالطبع، إن الاتصالات الاستخباراتية مع الأنظمة الاستبدادية، دائماً ما تكون كالمشي في مناطق وعرة، لكن يجب على الحكومة أيضاً أن تتواصل مع هذه الدول، إذا كان ذلك يساعد على تغيير المصائر الفردية التي تؤثر على المواطنين الألمان”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وقال ألكسندر غراف لامبسدورف، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، والمسؤول عن الشؤون الخارجية: “أعتقد أنه من المهم، أن يُجري موظفو جهاز الاستخبارات الفيدرالية اتصالات مع أنظمة لا تتسق معنا، لحماية المواطنين الألمان، لكن يجب أن يتم الحذر من المعلومات المضللة”.
وقال رومان ريوش، النائب عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، والعضو في هيئة الرقابة البرلمانية الاتحادية، إن جهاز الاستخبارات الفيدرالية اﻷلمانية، لا يمكنه الانتقاء في التعامل بين اﻷنظمة في هذه المسائل، وأضاف بأن: “من يقول لك بألا تلعب مع الأطفال القذرين، هو على خطأ تام”، ويرى ريوش بأن الأمر الحاسم في هذه المسألة، هو المصالح الألمانية.
ويشكك حزب الخضر في الاتصالات مع مخابرات الأسد، حيث قال اميد نوريبور، رئيس كتلة الخضر في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي: “إن أي تعاون مع أكبر جزار على هذا الكوكب، يثير السؤال حول المقابل لهذا التعاون”، ويرى بأنه من واجب الحكومة أن تنشر للرأي العام، توضيحات حول المعلومات التي من الممكن تبادلها مع دمشق، والنتائج المترتبة على ذلك، وما إذا كان من الممكن أن يستخدم الأسد المعلومات الألمانية ضد شعبه.
وقد جاء النقد الأكبر لهذه الخطوة من حزب اليسار، حيث قال شتيفان ليبيش، رئيس المجموعة اليسارية في لجنة الشئون الخارجية: “إن من مبادئنا الأساسية إلغاء أجهزة الاستخبارات، ﻷننا نعتقد أنه من الصعب السيطرة عليها”، وأضاف: “ومن البديهي أننا نرفض التعاون مع أجهزة استخبارات الدول الاستبدادية وغير الديموقراطية، وإذا ما وافقت الحكومة على استخدام معلومات، “تم الحصول عليها تحت التعذيب، فإنها تسير خطوةً في الاتجاه الخاطئ”.
وكان برونو كال، قد أشار إلى ذلك في مقابلته مع الصحيفة، وقال: “لا يمكننا أن نعرف الطريقة التي أخذت فيها كل المعلومات الاستخباراتية”، لكنه أكد أن هناك دلائل تستخلص، ما إذا “كانت المعلومات قد أخذت تحت ضغوط نفسية وجسدية كبيرة، لذلك فإن موثوقية المعلومات وقيمتها تخضع دائماً للتقييم”.
الجدير بالذكر أن المخابرات الألمانية، قد ساهمت في السابق، كما ذكرت دوائر أمنية، إسهاماً كبيراً في الإفراج عن الصحفي الألماني آرمين فيرتز، والذي اعتقلته قوات الأسد في عام 2013 في مدينة حلب، كما وضع جهاز الاستخبارات الفيدرالي ثقله في عام 2016، في عملية إطلاق سراح صحفية ألمانية، والتي اختطفت في عام 2015، من قبل مجموعة إسلامية في سوريا، وكانت قد وضعت مولودها في المعتقل.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});